العقيدة الصحيحة هي الموافقة لما بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، و بها تحصل النجاة من عذاب الله والسعادة في الدنيا والآخرة، وإذا كانت هذه العقيدة مخالفةً لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، فهي عقيدة فاسدة، توجب لأصحابها الشقاء في الدنيا والآخرة.
والعقيدة السليمة تعصم الدم والمال في الدنيا، وتحرم الاعتداء عليها انتهاكاً بغير حق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:« أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ».
وهي أيضا تنجي صاحبها من عذاب الله يوم القيامة، قال صلى الله عليه و سلم : « من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار». والعقيدة الصحيحة يكفر الله بها الخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: « يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ؛ لأتيتك بقرابها مغفرة ».
والعقيدة الصحيحة تقبل معها الأعمال ، وتنفع صاحبها، قال تعالى مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل 97] .
والعقيدة الفاسدة بالشرك تحرم من الجنة والمغفرة، وتوجب العذاب والخلود في النار، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء 48].
ويجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الصحيحة، ليعرف معناها وما تقوم عليه، ثم يعرف ما يضادها ويبطلها أو ينقضها من الشرك الأكبر والأصغر. قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد 19].
ومن هنا اتجهت همم أهل العلم إلى تعلم أحكام العقيدة وتعليمها، واعتبروا ذلك من أوليات العلوم، وألفوا فيه مؤلفات خاصة، فصّلوا فيها أحكامها وما يجب فيها، وبينوا ما يفسدها أو ينقضها من الشركيات والخرافات والبدع.
ومما لا شك فيه أنه يجب على المسلم أن يهتم اهتماماً خاصاً بالعقيدة الصحيحة ومطالعة ما كتبه أهل العلم وألفه السلف، حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره، وحتى يستطيع رد الشبه حول عقيدة أهل السنة.