منتدى عائلة المهاجري
منتدى عائلة المهاجري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عائلة المهاجري

منتدى خاص لأبناء الشيخ / سعيد أحمد عبد المنان واحفاده وعشيرته المشرف العام على المنتدى الشيخ الوالد / شمس الضحى بن سعيد أحمد المهاجري
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 التتمة في أحكام الغنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ALZUBIYR
المدير العام
المدير العام
ALZUBIYR


المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 08/02/2020
العمر : 31

التتمة في أحكام الغنة Empty
مُساهمةموضوع: التتمة في أحكام الغنة   التتمة في أحكام الغنة Icon_minitimeالأربعاء فبراير 12, 2020 5:00 pm

التتمة في أحكام الغنة
جمع وترتيب
الزبير المهاجر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد :
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد : فهذا بحث فى أحكام الغنة

تعريف الغنة
الغُنَّة لغة : صوت في الخَيْشُوم وقيل صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف وقيل الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهي أَقل من الخُنَّة وقال المبرد : الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منها والترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّ وهو أغنُّ وقيل الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبي أَغَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه قال أَبو زيد الأَغَنُّ الذي يجري كلامه في لَهاته والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم. أ .هـ بتصرف لسان العرب لابن منظور
الغنة اصطلاحا : صوت أغن لا عمل للسان فيه .
وقيل : شكل دال علي غيره . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة ( مخطوط بدار الكتب المصرية برقم 282 قراءات )
وقيل : صوت لذيذ مركب في جسم النون ولو تنويناً والميم لا عمل للسان فيه .
وفي ذلك يقول الشيخ عثمان سليمان مراد :
وغنة صوت لذيذ ركبا** في النون والميم علي مراتبا .
وقيل : صوت يشبه صوت الغزالة إذا ضاع ولدها .
تنبيه
قد يسأل سائل هل صحيح أنه لا عمل للسان في صوت الغنة ؟ أقول : هم لا ينكرون عمل اللسان لكنهم نظروا للأغلب فحكموا له . وسوف يأتي زيادة بيان في مبحث ( عمل اللسان في الغنة ) .
حروف الغنة
قال الجعبري : الغنة صفة النون ولو تنوينا والميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين . أ . هـ نهابة القول المفيد
و النون أغن من الميم . أ.هـ التمهيد لابن الجزري
وأما النون والميم المشددتان
فيقول ابن الجزري :

وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ * مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ

المعني بالغ في إظهار الغنة الصادرة من نون وميم مشددتين نحو إن وثم وإنما قدرنا المبالغة لأن الغنة صفة لازمة للنون والميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين إلا أنها في الساكن أكمل من المتحرك وفي المخفي أزيد من المظهر وفي المدغم أوفي من المخفي . أ . هـ المنح الفكرية

قال الملا علي : وأما تقييد الشاطبي التنوين والنون والميم مع الغنة حيث سكن ولا إظهار فبيان للحالة التي تصحب الغنة فيها لهذه الحروف لا أن هذه الحروف ليست لازمة للغنة إذ لا تنفك عنها فلذلك قال شرطها أن يكن سواكن وأن يكن مخفيات أو مدغمات ..... فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة أي ظاهرة لما سبق من أنهما لا يخلوان عنها البتة في كل حالة بجزئه فالعمل في النون للسان
وفي الميم للشفتين علي ما تقدم وكان يجزئه أن يشترط عدم الإظهار إذ يلزم من ذلك أن يكن سواكن . أ . هـ المنح الفكرية
ويتفرع من الكلام على النون والميم المشددتين هل الحرف المشدد حرفان ؟ يقول محمد مكي نصر : ( التشديد لا يستلزم الإدغام إذ بعض الكلمات بها تشديد وليس سببه الإدغام بل هو في أصل وضعه نحو ( إنّ ). أ . هـ نهاية القول المفيد

الأصل في الغنة
أما ما هو أصل فيها فهو النون والميم فرعية عنها بدليل أن النون تعمل في النون وغيرها ولا كذلك الميم ولأن الميم أيضا قد تنوب عنها الباءحرصا علي دوام مزيتها وهي الغنة ولذلك كان أخفاء الميم المنقلبة نونا واجبا ولا قائل بعدمه بخلاف الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء فإن في إخفائها خلافا لأن إخفاء الميم عند الباء حينئذ ليس مرادا بالذات لاتحاد المخرج فكان حق المقام الإدغام لأن التجانس يقتضيه لكن لما كان يترتب علي الإدغام ذهاب مزية الميم وهي الغنة أقيم الاخفاء مقامه لبقاء الغنة معه ولذلك أدغم البا المتقدمة علي الميم فيها لبقاء تلك المزية فأخفاء الميم عند الباء عوض عن إدغام إن كانت الميم أصلية سواء
كانت منقلبة عن نون فهو إخفاء سببه الإقلاب فيكون إخفاء بواسطة الإقلاب وإخفاء النون عند حروف الاخفاء ليس قائما علي شيء ولا متسببا عن شيء فلهذا أسموه حقيقيا ولا تدغم الميم إلا في مثلها فظهر من هذا أن النون سيدة الحروف . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري مخطوط بدار الكتب
مخرج الغنة
مخرج الغنة من الخيشوم وهو خرق الأنف المنجذب إلي داخل الفم. وقيل : أقصي الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج من الخيشوم ودليل ذلك أنك لو أمسكت الأنف لانحبس خروجه مطلقاً حتي في حال ضعفه عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق. . أ . هـ شرح ابن يالوشة وهداية القاري
وهنا سؤال يطرح نفسه : هل الغنة حرف أم صفة ؟
سوف أذكر اختلاف العلماء في هذا في بحث المخارج والصفات لكن الصحيح أن الغنة صفة إذ لا تأتي مستقلة بنفسها أبدا ولا وجود لها بدون حرف ومن ثم كانت صفة لأنها تابعة وعليه جمهور العلماء حتي ابن الناظم نفسه ـــ أحمد بن الجزري ــ قال : ( وعد الغنة من المخارج لا يخلو من إشكال ) . وعلي أية حال فالخلاف لفظي ولن يؤثر علي شيء في القراءة . والله أعلم يضيف لنا الشيخ المرصفي : ( لا يخرج من الخيشوم إلا صوت الغنة فقط دون حروفها في كل ما تقدم سواء كانت الغنة للإخفاء أو للإدغام وهذا هو ظاهر كلام الحافظ ابن الجزري في الطيبة والمقدمة الجزرية حيث يقول فيهما: "وغنة مخرجها الخيشوم" ومن صرح من المتقدمين زمناً علي الحافظ ابن الجزري بخروج صوت الغنة من الخيشوم فقط دون حروفها الإمام أبو الحسن بن بري حيث يقول في الدرر اللوامع:
والغُنَّة الصوت الذي في الميمِ  والنُّون يخرُجُ من الخيْشُومِ
ويؤيد ذلك أيضاً قولهم في تعريف الغنة السابق إنها صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه ويؤخذ من هذا القول أمران:
الأول: أن الذي يخرج من الخيشوم هو صوت الغنة فقط لا حروفها.

الثاني: أن الغنة ليست حرفاً كما في إطلاق بعضهم أو تخصيصه لأن الحروف يعمل فيها اللسان لإخراجها والغنة ليست كذلك بل هي صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي أي النون والميم: الأمر الذي أوجب إلحاقها بالصفات اللازمة المشهورة التي لا ضد لها كما تقدم فهي لا تقل أهمية عن القلقلة وقد عدها من الصفات جمع من العلماء كالإمام ابن بري وغيره ولا يعكر علينا ذكرها مع المخارج فلكل وِجْهةٌ. فمن ذكرها في المخارج نظر إلي أن لها مخرجاً وهو الخيشوم فذكرها معه وعدها من الحروف تغليباً للحروف عليها. ومن ذكرها في الصفات نظر إلي أنها صفة اختصت بمخرج دون سائر الصفات فعدها منها تبعاً لها). أ .هـ هداية القاري

وما أجمل تحليل الشيخ إبراهيم الدسوقي الحضري لسبب قول البعض : بأن الغنة صفة ولقول البعض الآخر: إن الغنة حرف حيث قال : (( وأشرك بعضهم بالخيشوم عمل اللسان بالنسبة للنون والتنوين والشفتين بالنسبة للميم ولعله لاحظ في ذلك مخرج تلك الحروف الثلاثة لأن الغنة تابعة لهن ويدل لذلك أنك إذا أمسكت الأنف حال نطقك بحرف من تلك الحروف الثلاثة لم تجد له صورة كاملة إلا أن عمل اللسان وكذا الشفتان قوي بالنسبة لتلك الحروف ضعيف بالنسبة للغنة ) أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
ثم قال ــ  ــ مبينا أن الغنة صفة لا حرفا : (( ولا شك أن الغنة اجتمع فيها شبهان شبه الحرف وشبه الصفة وإن كانت صفة لا غير لكنها تزيد علي باقي الصفات لهذه المزية فشبهها بالحرف اختصاصها بمخرج مغاير لمخرج موصوفها وكانت صفة لقيامها بغيرها وعدم استقلالها بنفسها فمن عرفها بأنها شكل أو صوت راعي حقيقتها )) . أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

مميزات الغنة
اعلم أن الغنة جمعت بين فريقين مزية الحروف حيث اختصت بمخرج ومزية الصفات حيث كانت تابعة لغيرها ومن المزايا المفقودة عن غيرها أنها تظهر حال إخفا موصوفها فتلك المزية جمعت بين شبهي الحروف والصفات . أ.هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
هل الغنة من الحروف الفرعية
قال الحسن بن قاسم المرادي : ( وزاد بعضهم في هذه الفروع الغنة التي مخرجها من الخيشوم وليس هذا بمتجه لأن المراد بالفروع : حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين والغنة ليست كذلك ) . أ . هـ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد
قلت ـ سامح ـ : ولا يمنع هذا أن النون لها صوتان من الأنف والفم
قال دحميتو : ( وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل علي ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك :
واعلم هداك الهأ أن الغنة **صوت من الأنف فكن ذا فطنة
إلي أن قال :
والنون في النطق له صوتان ** صوت من الأنف وصوت ثان
مخرجــــــه من داخـــــل الخيشـــــــوم * ** وهو الــذي يفضــــي إلي الحلقوم
ومراد أبي عمرو بقوله : "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة، وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون : "وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة) . أ. هـ
الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة

قال المرعشي ( إن قلت ) : ما الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة قلت : هما متحدتان ذاتا مختلفان اعتبارا لأن كلا منهما وإن كان صوتا خارجا من الخيشوم لكن ذلك الصوت صفة في الأصل للنون والميم الساكنتين المظهرتين كما في ( عن ) و( لم ) ويسمي حينئذ غنة وقد تخفي النون الساكنة ومعناه أن تعدم ذاتها وتبقي صفتها التي هي الغنة كما في ( عنك ) وسميت الغنة الباقية من النون نونا مخفاة وبالجملة إن الغنة تطلق لغة علي الصوت الخارج من الخيشوم سواء قام بالحرفين المذكورين أو قام بنفسه وفي اصطلاح أهل الأداء تختص بما قام بالحرفين

( وإن قلت ) : الصفة كيف تقوم بنفسها قلت : الغنة لها مخرج غير مخرج موصوفها ولذا أمكن التلفظ بها وحدها بخلاف سائر الصفات

( وإن قلت ) : قد ظهر أن الخيشوم مخرج للغنة
أيضا فلم لم تذكر هنا . قلت : النون المخفاة عدت حرفا لاستقلالها بخلاف الغنة فإنها قائمة بالحرف وصفة له فلم تعد حرفا .
( وإن قلت ) : النون المخفاة من الحروف المتفرعة وقد ذكر مخرجها فلم لم يذكر مخارج سائر الحروف المتفرعة قلت : ذكر أن مخرج النون المخفاة زائد علي ما مر من مخارج الحروف الأصول بخلاف سائر الحروف المتفرعة فإن مخارجها ليست زائدة علي مخارج الحروف الأصول ولما كان الخيشوم مخرجا للحرف الفرعي أخر عن مخارج الحروف الأصول . أ . هـ جهد المقل للمرعشي بتصرف

شرط ظهور الغنة
كل من الحروف الثلاثة ( النون والتنوين والميم ) ووقوعها عند ما يخفي عنده أو ما يدغم فيه حيث لا مانع من إظهارها فتلك شرطان . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

المانع من ظهور الغنة
المانع من إظهارها أحد شيئين أحدهما تباعد المخرج ( من هاد ) وثانيهما التباس المعني ( صنوان و قنوان و دنيا وبنيان ) . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

مقدار الغنة.أما مقدارها فهو حركتان كالمد الطبيعي أي غنة كاملة من غير تفاوت في المراتب الثلاث الأولي التي هي المشدد والمدغم بالغنة الناقص والمخفي أما مقدارها في المرتبتين الأخيرتين اللتين هما الساكن المظهر والمتحرك المخفف فالثابت فيهما من الغنة أصلها فقط الذي لا بد منه .
تنويه
وأما ما ذهب إليه المرعشي من أن زمان الغنة في مراتب الإخفاء متغير حيث قال :
بأن الغنة في الطاء والدال والتاء زمنها أقصر من الغنة في القاف والكاف
ثم قال المرعشي : أعلاها قدر ألف وأدناها قدر ثلث ألف وأوسطها قدر ثلثي ألف .
فقد عقب عليه غير واحد من الفضلاء منهم محمد مكي نصر حيث قال : والذي نقلناه عن مشايخنا وعن علماء الفن المتقنين أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين( قدر ألف ) كالمد الطبيعي لأن التلفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلي التراخي لما ذكره في التمهيد : أن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي .
أ . هـ نهاية القول المفيد محمد مكي نصر
تنيبه
يستثني من وجود أصل الغنة في الساكن المدغم إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء من غير غنة لأن في هذه الحالة لا يوجد أصل للغنة بسبب تمام الإدغام إذ أن النون والتنوين يبدلان حينئذ لاماً عند اللام وراء عند الراء وتدغم اللام في اللام والراء في الراء وبذلك قد انعدم كل من النون والتنوين ذاتاً وصفة بخلاف تمام الإدغام في إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم فإن انعدام النون والتنوين ذاتاً وصفة حنيئذ لا يؤثر في حذف الغنة لأن غنة المدغم فيه وهو النون والميم لاتزال باقية كما تقدم من أن الغنة صفة لازمة للنون والميم مطلقاً بخلاف المدغم فيه في النوع الأول فإنه لام وراء والغنة ليست من صفاتهما. أ . هـ هداية القاري
قلت ـ سامح ـ : الغنة في إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء من بعض طرق الطيبة فثمة قواعد تترتب علي القراءة بها فتنبه .

كيفية أداء الغنة وما يراعي في ذلك:أما كيفية أدائها فإنها تؤدي غنة سلسة في نطقها وإخراجها من غير تمطيط. وهي تابعة لما بعدها من الحروف تفخيماً وترقيقاً علي العكس من ألف المد التي تتبع ما قبلها
وفي ذلك يقول العلامة السمنودي :
...............ويتبع الألف ** ما قبلها والعكس في الغن ألف
وقال الشيخ عثمان سليمان مراد:
وفخِّم الغُنَّة إن تلاها  حروفُ الاستعلاءِ لا سواها
والغنة التي تفخم في قراءة غير أبي جعفر في المرتبة الثالثة قبل خمسة أحرف ( ص ـ ض ـ ط ـ ق ـ ظ ) لأن حروف الاستعلاء ( خص ضغط قظ ) لكن النون الساكنة والتنوين حكمهما الإظهار في ( الخاء والغين ) فلا ثمة غنة مفخمة فتنبه .
تنبيه
ذكر الشيخ عبد الفتاح المرصفي ـ  ـ(( أن مراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو وَإِن قِيلَ فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا وهو الذي ارتضاه العلامة المتولي وقال به.أ.هـ كلامه  هداية القارئ
أقول ـ سامح ـ : رجعت لمتن السلسبيل الشافي وشرحه فلم أجد نص الشيخ عثمان سليمان مراد ـ  ـ الذي يقول فيه : بأن الغنة ترقق إذا أتي بعدها مفخم مكسور لكن وجدته يقول : ( ما لم تكن الحروف مكسورة نحو ( من صيام ـ من طين ـ من قيام ) قال المحقق ـ معلقا علي هذه الفقرة ـ : ليس معني هذا أن الغنة ترقق إذا جاء حرف الاستعلاء بعدها مكسورا ولكن المراد أن تفخم تفخيما نسبيا فإن المصنف لم يصرح بالترقيق .لكن وقع في النسخة ط : ( ما لم تكن القاف مكسورة نحو ( من قيام ) فإنها حينئذ ترقق وهو مخالف لما أثبته من خ ولعله استثني القاف لكونها منفتحة قال العلامة المرصفي : (ويلاحظ أن التفخيم في الغنة كما ذكرنا خاضع لمراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو وَإِن قِيلَ عند الجميع ونحو مِّنْ غِلٍّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً عند أبي جعفر فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا ) أ.هـ هداية القاري
ثم قال د حامد خير الله سعيد ( محقق كتاب السلسبيل الشافي ) ـ : ( هذا الاستدراك من الشيخ المرصفي مبني علي ما في ط ( المقصود ب (ط) النسخة المطبوعة تحقيق د سعيد حسن سمور ) ويبدو أن النسخة المطبوعة قد حققت علي نسخة قديمة أعاد المصنف النظر فيها بعد ذلك . أ .هـ شرح السلسبيل الشافي
قلت ـ سامح ـ : و يؤيد قول المحقق ـ جزاه الله خيرا ـ أن الشيخ عثمان مراد قال في الشرح أيضا : ( وترقق إن وليها غيرها ) بعدما ذكر قوله السابق : ( ما لم تكن الحروف مكسورة نحو ( من صيام ـ من طين ـ من قيام ) فلو كان يقول بأنها ترقق عند حرف الاستعلاء المكسور لم يقل بعده مباشرة : ( وترقق إن وليها غيرها ) . فتنبه

سؤال لماذا الغنة تابعة تفخيما وترقيقا ؟
والجواب : هي تابعة في الإخفاء للحرف المخفي خوف الكلفة علي اللسان لأن النون حينئذ لا نظر لمخرجها ولا اشتغال به إذ الاشتغال في تلك الحالة بتهيئة مخرج الحرف المخفي عنده ) . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

مراتب الغنة
قال فريق : إنها ثلاث مراتب:
المشدد فالمدغم بغنة الناقص فالمخفي. ولم ينظر هذا الفريق إلي الغنة التي في الساكن المظهر ولا في المتحرك المخفف. وهذا هو ظاهر كلام الإمام الشاطبي  في الشاطبية حيث قال :
وَغُنَّةُ تَنْوِينٍ وَنُونٍ وَمِيمٍ انْ سَكَنَّ وَلاَ إِظْهَارَ فِي الأَنْفِ يُجْتَلي


قال أبو شامة :
وقوله : ( إن سكن ولا إظهار ) بيان للحالة التي تصحب الغنة لهذه الأحرف لأن هذه الحروف ليست لازمة للغنة لا تنفك عنها فقال شرطها أن تكن سواكن وأن تكن مخفيات أو مدغمات

فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة فالعمل في النون للسان وفي الميم للشفتين علي ما سبق وكان يجزئه إن يشترط عدم الإظهار ... أ. هــ بتصرف من إبراز المعاني
.قلت ـ سامح ـ : قوله ( أو مدغمات ) ينقسم المدغم إلي كامل التشديد وناقص التشديد وبجمع القسمين مع قسم المخفيات فيصير ثلاثة أقسام فتنبه .
وقال الشيخ عثمان سليمان بأنها أربع مراتب حيث قال :
مشددان ثم مدغمان * ومخفيان ثم مظهران
كاملة لدي الثلاثة الأول * ناقصة في الرابع الذي فضل . أ .هـ السلسبيل الشافي وشرحه . يعني مراتب الغنة عنده 1ـ المشدد 2ـ المدغم ( غير مشدد ) 3 ـ المخفي 4 ـ المظهر
ومن أهل العلم من ذهب إلي أنها أربع مراتب لكن تختلف عن هذه الوجهة مثل الصفاقسي في تنبيه الغافلين حيث قال :
( الغنة في الساكنة أكمل منها في المتحركة وفي المخفاة أكمل منها في الظاهرة وفي المدغمة أكمل منها في المخفاة) أ . هـ
يعني مراتب الغنة علي مذهب الصفاقسي 1 ـ المدغم 2 ـ المخفاة 3 ـ المظهرة ( الساكنة ) 4 ـ المتحركة
وقال جمهور العلماء إنها خمس مراتب: الثلاثة المتقدمة. ورابعها الساكن المظهر. وخامسها المتحرك المخفف. وهذا هو المعول عليه والخلاف بين العلماء لفظي.
فمن قال بسقوط الغنة في المرتبتين الأخيرتين أي في الساكن المظهر والمتحرك المخفف فقد أراد سقوط كمالها وهذا لا ينافي أن أصلها موجود عنده. وكذلك من أسقط مرتبة المتحرك فقط وكذلك من قال ببقائها فيهما فقد أراد بقاء أصلها فقط لا بقاء كمالها ونظر إلي كون الغنة صفة لازمة للنون ولو تنويناً والميم مطلقاً. أ.هـ هداية القاري والسلسبيل الشافي وإبراز المعاني وتنبيه الغافلين وزيادات أخر .
وقال فريق إنها سبعة : يقول الشيخ إبراهيم الدسوقي الحضري : ( مراتب الغنة
سبعة النون المخفاة وهي ثلاثة كما تقدم ( يعني ثلاث مراتب الطاء والدال والتاء مرتبة
والقاف والكاف أخري والعشر حروف الباقية في المرتبة الثالثة ) ثم النون في مثلها ثم النون في الميم وكذلك الميم في مثلها ثم الميم مطلقا عند الباء ثم النون في الواو والياء. أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

أقول ــ سامح ــ : والواضح أن الشيخ إبراهيم الدسوقي لا يتحدث عن المراتب علي جهة العموم كمن سبقه بل يتحدث عن مراتب الغنة علي جهة الخصوص ومن ثم ذهب يعدد أماكنها لكن في الحقيقة الشيخ عبد الفتاح المرصفي ــ  ــ ذكرها أفضل منه وبصورة أشمل وبرؤية أوسع حيث قال :
وإليك توضيح المراتب الخمس وتحديد أماكن كل مرتبة:
المرتبة الأولي: المشدد ويشمل ما كان في كلمة وما كان في كلمتين فالذي في كلمة هو النون والميم المشددتان مطلقاً نحو إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ هَمَّتْ بِهِ مِّنَ الْيَمِّ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ.
والذي في كلمتين يشمل أربعة أنواع وكلها في الإدغام التام:
الأول : الإدغام التام المصحوب بالغنة وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم نحو إِن نَّشَأْ مِّن مَّالِ اللَّهِ.
الثاني : إدغام الميم الساكنة في مثلها نحو كَم مِّن فِئَةٍ.
الثالث : إدغام المتجانسين الصغير والمصحوب بالغنة وهو إدغام الباء الساكنة في الميم في قوله تعالي: يابُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا عند من أدغم ومنهم حفص عاصم من الشاطبية اتفاقاً ونحو يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ آل عمران، الآية 129. عند من أدغم.
الرابع : إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقاً نحو إِلَي النُّورِ عَنِ النَّعِيمِ ويسمي كل من النون والميم فيما ذكر حرف غنة مشدداًّ.
وقد أشار صاحب التحفة إلي هذه المرتبة وحكمها بقوله فيها:
*وعُنَّ ميماً ثمَّ نوناً شُدّدا * وسمِّ كُلاًّ حرفَ غُنَّة بَدَا*
كما أشار إليها الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وأظْهر الغُنَّة من نُون ومِنْ * ميمٍ إذا ما شُدِّدا ... ... ...*

المرتبة الثانية: المدغم والمراد به هنا الإدغام بالغنة الناقص وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء مثل ( من ولي ) و ( من يعمل ) .

المرتبة الثالثة: المخفي ويشمل أنواعاً ثلاثة:
الأول: إخفاء النون الساكنة و التنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر عند الجمهور.
الثاني: إخفاء الميم قبل الباء نحوفَاحْكُم بَيْنَهُم علي خلاف عند العراقيين.
الثالث: إخفاء الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بالباء مثل يُنبِتُ عَلِيمٌ بِذَاتِ لأن بعد القلب إخفاء للميم المقلوبة ولهذا شمل المخفي القلب.

المرتبة الرابعة: الساكن المظهر ويشمل إظهار النون الساكنة والتنوين عند حروف الحلق. وكذلك الميم الساكنة حال إظهارها إذا لم يأت بعدها باء علي المعمول به أو ميم.
قلت ـ سامح ـ : وكذلك الإظهار المطلق في ( صنوان وقنوان ودنيا وبنيان ) .

المرتبة الخامسة: المتحرك المخفف ويشمل النون والميم الخفيفتين المتحركتين بأي حركة كانت. وكذلك التنوين المتحركة نحو يُنَادَوْنَ نُودِيَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ مَحْظُوراً * انظُرْـ منيبٍ * ادْخُلُوهَا وما إلي ذلك. أ . هـ هداية القاري




انتقال حروف الغنة إلي مخرج غيرها

يقول محمد مكي نصر:
( والإخفاء هنا ذهاب ذات النون والتنوين من اللفظ وإبقاء صفتهما التي هي الغنة فانتقل مخرجهما من اللسان إلي الخيشوم لأنك إذا قلت عنك وأخفيت تجد اللسان لا يرتفع ولا عمل له ولم يكن بين العين والكاف إلا غنة مجردة . ولا يرد أنتم ونحوه فإن ارتفاع الطرف من اللسان لخروج التاء لا للنون
ثم قال : النون والميم يتحولان ( حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما أو المشددتان أو الميم إذا أدغمت في مثلها وأخفيت عند الباء ) عن مخرجهما الأصلي الذي هو رأس اللسان في النون وما بين الشفتين في الميم إلي الخيشوم ولا ينافي ذلك ما مر من أن النون من طرف اللسان والميم من الشفتين لأن المراد بهما ثَم المتحركتان أو الساكنتان حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان حالة الإخفاء والإدغام بغنة ) . أ .هـ نهاية القول المفيد في علم التجويد

ويقول إبراهيم الدسوقي الحضري : النون حينئذ لا نظر لمخرجها ولا اشتغال به إذ الاشتغال في تلك الحالة بتهيئة مخرج الحرف المخفي عنده ) . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
وهذا الذي عبر عنه محمد مكي بقوله ــ في النص السابق ــ Sad فإن ارتفاع الطرف من اللسان لخروج التاء لا للنون ) وعبر عنه إبراهيم الدسوقي الحضري بقوله : ( النون حينئذ لا نظر لمخرجها ولا اشتغال به إذ الاشتغال في تلك الحالة بتهيئة مخرج الحرف المخفي عنده)
هو الذي قال عنه الشيخ المرصفي ــ في هداية القارئ ــ : ( وأما في حالة إخفائهما الأصلي فلا ينتقلان إلي الخيشوم ولا يستقران في طرف اللسان الذي هو مخرجهما الأصلي بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده )

وإليك ما ذكره الشيخ المرصفي في هذا الباب فقد أفاد وأجاد ــ  ــ حيث يقول :
( القول في تثبيت حروف الغنة في مخرجها أو نقلها إلي مخرج غيرها:
سبق أن ذكرنا في آخر مخارج الحروف بعض ما قاله أئمتنا فيما يخرج من الخشيوم. ومما قالوا يخرج من الخيشوم النون والميم الساكنتان حال الإخفاء أو الإدغام بالغنة. وزاد بعضهم علي ذلك النون والميم المشددتين. وقالوا إن مخرج كل من النون والميم في هذه الأحوال يتحول من مخرجه الأصلي الذي هو طرف اللسان بالنسبة للنون وبين الشفتين بالنسبة للميم إلي الخيشوم علي الصحيح وخص بعضهم النون المخفاة بالتحول من طرف اللسان إلي الخيشوم دون الميم.
وأما خروج النون من طرف اللسان والميم من بين الشفتين ففي حالة إسكانهما مع الإظهار أو تحريكهما.
هذا مضمون قولهم في هذا المقام في كثير من المراجع التي بيدي.
ونقول: إن الحق الذي يجب أن يُتبع في هذه المسألة ويشهد له النطق الصحيح هو أن مخرج كل من النون والميم المشددتين وكذلك النون الساكنة والتنوين في حال إدغامهما في النون وكذلك الميم الساكنة المدغمة في مثلها أو المخفاة لدي الباء سواء كانت أصلية أو مقلوبة من النون الساكنة والتنوين لا يتحول إلي الخيشوم بل يظل ثابتاً في مخرجه الأصلي الذي هو طرف اللسان بالنسبة للنون والتنوين وبين الشفتين بالنسبة للميم. ومن قال بخلاف ذلك فقد نازع في شيء محسوس قد حدده النطق.
وأما النون الساكنة والتنوين في حال إدغامهما بالغنة في حروف (ينمو) غير النون كما تقدم فينتقل مخرجهما من طرف اللسان إلي مخرج المدغم فيه نفسه وليس إلي الخيشوم ويؤيد ذلك ماهو مقرر في أن الإدغام في غير المثلين بشرطه يستلزم إبدال المدغم من جنس المدغم فيه وخروج الأول من مخرج الثاني وتصييره حرفاً واحداً مشدداً كما تقدم في تعريف الإدغام.
فإذا أدغمنا النون الساكنة والتنوين في الميم نجد أن مخرجهما قد تحول من طرف اللسان إلي مخرج المدغم فيه وهو الميم وإذا أدغمناهما في الواو والياء نجد أن مخرجهما قد تحول من طرف اللسان أيضاً إلي مخرج المدغم فيه (الواو والياء) وهنا نجد أن النون الساكنة والتنوين في حال إدغامهما في الميم والواو كان مخرجهما من الشفتين. وفي حال إدغامهما في الياء كان مخرجهما من وسط اللسان وهذا واضح من النطق بأدني تأمل.
وأما في حالة إخفائهما الأصلي فلا ينتقلان إلي الخيشوم ولا يستقران في طرف اللسان الذي هو مخرجهما الأصلي بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده من غير أن يبدلا من جنسه كما في الإدغام لأن الإبدال حنيئذ يأتي بالتشديد.
والإخفاء لا تشديد معه وهذا هو مقتضي عبارة تعريف الإخفاء السابقة التي تقول الإخفاء هو عبارة عن النطق بحرف ساكن خال من التشديد علي صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول.
والمراد به هنا النون الساكنة والتنوين. فوجود الغنة في الحرف الأول مع النطق به ساكناً غير مشدد بين صفتي الإظهار والإدغام يتطلب نقل النون الساكنة والتنوين من طرف اللسان إلي قرب مخرج الحرف الذي يخفيان عنده كما قدمنا: ويشهد بذلك النطق السليم في أداء الإخفاء علي ما بيناه آنفاً: فمثلاً إذا أخفينا النون الساكنة عند القاف في نحو يُنقَذُونَ نجد أنها لم تستقر في طرف اللسان ولم تتحول إلي الخيشوم ولكنها قريبة من مخرج القاف الذي هو من أقصي اللسان. وكذلك إذا أخفيناها عند الشين المعجمة في نحو مَنْشُوراً وعند الفاء في نحو لاَ يَنفَعُ وجدناها لم تستقر في مخرجها ولم تتحول إلي الخيشوم ولكنها قريبة من مخرج الشين الذي هو من وسط اللسان وقريبة من مخرج الفاء الذي هو من باطن الشفة السلفي. وكذلك إذا أخفيناها عند الصاد في نحو وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ أوعند الذال المعجمة في نحو مِّن ذَكَرٍ أو عند التاء المثناة فوق نحو إِن تَتُوبَآ أو عند الغين المعجمة في نحو مِّنْ غِلٍّ في قراءة الإمام أبي جعفر إلي آخر حروف الإخفاء وجدناها غير مستقرة طرف اللسان وغير محولة إلي الخيشوم ولكنها قريبة من مخرج الحروف المخفاة عندها وهذا واضح من النطق أيضاً. ومثل النونِ التنوينُ في كل ما ذكر.أ . هـ هداية القارئ
تنبيه
يجب علي القارئ أن يحترز من المد عند إخفاء النون نحو (كنتم) وعند الإتيان بالغنة في النون والميم في نحو (إن الذين ) (وإما فداء ) وكثيرا ما يتساهل في ذلك من يبالغ في إظهار الغنة فيتولد منها واو وياء فيصير اللفظ
( كونتم ـ إين ـ إيما ) وهو خطأ قبيح وتحريف . أ . هـ إتحاف فضلاء البشر





وفي ذلك يقول شيخ شيخي عثمان سليمان مراد :

إن شددت نون وميم غنة  وصلا ووقفا كأتمهنا

وسم حرف غنة مشدا  واحذر لما قبلها أن تمددا أ . هـ السلسبيل الشافي في أحكام التجويد الوافي


عمل اللسان في الغنة
عندما يقرأ القارئ عبارة ( لا عمل للسان في الغنة ) يظن أنه لا عمل مطلقا للسان .
وهذا ليس بصحيح لأن للسان عملا لكنهم نظروا للأغلب فحكموا له
فعندما يكون عمل اللسان أكثر يقولون : المخرج لساني وعندما يكون عمل الخيشوم أكثر يقولون : لا عمل للسان فيه.
وما قيل عن النون الساكنة وعمل اللسان يقال كذلك عن الميم وعمل الشفتين .
وقد بين هذا العلامة محمد مكي نصر حيث قال :
( لا يقال لابد من عمل اللسان في النون والشفتين في الميم مطلقا حتي في حالة الإخفاء والإدغام بغنة وكذا للخيشوم عمل حتي في حالة التحريك والإظهار فلم هذا التخصيص ؟!!
لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له بأنه المخرج فلما كان الأغلب في حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة عمل الخيشوم جعلوه مخرجهما حينئذ وإن عمل اللسان والشفتان أيضا . ولما كان الأغلب في حالة التحرك والإظهار عمل اللسان والشفتين جعلوهما المخرج وإن عمل الخيشوم حينئذ أيضا . أفاد ذلك بعضهم عن العلامة الشبراملسي مع بعض زيادة ) . أ. هـ نهاية القول المفيد

والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم



راجي عفو ربه
الزبير المهاجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuhajery.yoo7.com
 
التتمة في أحكام الغنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عائلة المهاجري :: البرامج العامة :: البرامج الدينية :: ملتقى أهل القرآن الكريم وعلومه :: قسم القراءات والتجويد-
انتقل الى: