منتدى عائلة المهاجري
منتدى عائلة المهاجري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عائلة المهاجري

منتدى خاص لأبناء الشيخ / سعيد أحمد عبد المنان واحفاده وعشيرته المشرف العام على المنتدى الشيخ الوالد / شمس الضحى بن سعيد أحمد المهاجري
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ALZUBIYR
المدير العام
المدير العام
ALZUBIYR


المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 08/02/2020
العمر : 31

أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟ Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟   أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟ Icon_minitimeالسبت فبراير 15, 2020 6:03 pm

لا شك أنَّ الحضارة العربيَّة استمدتْ قُوَّتها من الإسلام، والقرآن الكريم هو الذي أرْسى دعائم الأدب الإسلامي، وثبت أركانها، ليس في حالات المد الإسلامي فقط، بل أيضًا عندما تهاوتْ ثوابت كثيرة بسبب الوهَن الذي أصاب الأمة العربية في فترات الضعْف، ولذلك فإنَّ الأدب الإسلامي الذي تدثَّر بلغة القرآن الكريم، هو الذي ظل شامخًا وصامِدًا أمام عوامل التعرية التي صاحبت الغزوَّ الفكري الذي تعرضتْ له الأمةُ العربية.

ولقد بدأ الأدب الإسلامي بمفهومه الشامل مع بداية الدعوة الإسلامية، بل سبقتْه إرهاصاتٌ بشَّرَتْ به قبل ظُهُوره، فكانتْ أشعار عنترة بن شداد، وزُهَيْر بن أبي سُلمى، وقُس بن ساعدة، وبعض معاصريهم، بمثابة مقدمات تُهيئ الساحة الأدبية لهذا الوافد المرتقب، وإن لَم يكن الأمر كذلك، فكيف تفسِّر قول زهير:
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
ومَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وكذلك قول عنترة بن شداد:
أَغْشَى فَتَاةَ الحَيِّ عِنْدَ حَلِيلِهَا وَإِذَا غَزَا فِي الجَيْشِ لاَ أغْشَاهَا
وَأَغُضُّ طَرْفِي إِنْ بَدَتْ لِي جَارَتِي حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي مَأْوَاهَا
وأيضًا قولُ قُس بن ساعدة:
لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَومِي نَحْوَهَا تَمْضِي الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّيَ لاَ مَحَا لَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ
والأمثلة كثيرة، وما كانتْ سوق عكاظ إلا بوتقة انصهرتْ فيها الإبداعات الأدبية، وتفاعلتْ وتطورتْ، وانتشرتْ من خلال مَن يرتادونها إلى أنحاء الجزيرة العربية، لأمرٍ قد قُدِر.

إذًا؛ الأدبُ الإسلامي ليس توجُّهًا مبتكرًا في الفترة الأخيرة، وليس أمرًا جديدًا، ولكن الجديد فقط هو (المصطلح) و(الرابطة) التي تبنتْ هذا التوجُّه، ودعت إليه حين اقتضت الضرورة ذلك، وكذلك كل التوجُّهات الأدبية الأخرى عبارة عن توجُّهات وليدة حديثًا - سواء كانتْ أهدافها معروفة أم لا - في أشكالِها ومضامينها ومصطلحاتها، ولكن هذه التوجُّهات ليستْ لها أصول أو جُذُور ثابتة، وربما تكون وافدةً بحذافيرها من ثقافات أخرى، وبالتالي فإنَّ بقاءَها مرهون ببقاء رموز وظروفٍ معيَّنة، على عكْس الأدب الإسلامي الذي سيبقَى في حماية القرآن الكريم إلى أن يرثَ الله الأرض ومَن عليها.

ولذلك؛ فإنَّ كل التوجهات الأدبية التي لا تنطلق من قاعدة الحضارة الإسلامية العريقة وثقافتها وأخلاقياتها - زَبَدٌ سيذهب جُفاء، كما أنها لا أثَر لها في مسيرة الحضارة العربية أو الإسلامية التي تُعتبر أول حضارة اهتمَّت بثقافة المجتمع وآدابه، خُصُوصًا أنها بدأتْ بقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].

وإذا كان الشاعرُ العربي يقول: "وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ"، فإنني أستعير منه أسلوبه وأُطَوِّره وأقول: "والضدُّ يظهر أهميته الضِّد"، ولاستجلاء أهميَّة الأدَب الإسلامي في هذا الوقت بالذات، فإنني أرى ضرورة الاهتمام بالأدب الإسلامي المقارَن، وليس ذلك فحسب، بل دراسة آداب الحضارات الأخرى التي تمحورتْ حول الأرض، ولَم تنظر إلى أعلى، والتي ضرب الله - سبحانه وتعالى - مثلاً لها في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَينَاهُ آَياتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيهِ يلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يلْهَثْ} [الأعراف: 175، 176]، وإذا كانت الآيةُ تُشير إلى شخصٍ بعَيْنه، فإنَّ الموضوع المتداول فيه رمزيَّة، وحتى لا يظنَّ أحدٌ أن هذه الآية مَوْقوفة على حادثٍ معيَّن لا تتعدَّاه، ختَم الله الآيات بقوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].

ولستُ أعني دراسة الأدب الغربي للاقتداء، ولكن للتدبُّر والعِظة؛ للوقوف على أسباب الانهيار الأخلاقي الذي أصبح مِن سمات الحضارة الأوربية، في فُرُوعها الثقافية، والأدبية، والاجتماعية؛ لأنَّ هذه الحضارة رغم التقدُّم التقني الذي ينعم فيه أصحابُها، إلاَّ أنها دخلت طور الترنُّح، وأصبحتْ آيلةً للسقوط، ولا بُدَّ من إعداد الساحة الثقافية العالَمية لاستقبال الحضارة الإسلامية مرة أخرى بكُلِّ مُعطياتها، ومن خلال كل المحاور، والبيان يُعَدُّ من أهم هذه المحاور، والأدبُ الإسلامي هو فَرَس الرِّهان.

ومنَ المعروف أن الأدب الغربي - الذي يستقي منه دعاةُ الحداثة والتغريب - يتهاوَى الآن كذلك؛ لأنه تأسَّس على أوضاع تصادُمية بين فئات متناحِرة، في حضارة متآكِلة لمجتمع مريضٍ، فلقد عانت الحضارةُ الغربية من وَيْلات الصراع الطبقي، رغم دعاوى الحريات الكثيرة، وانْقَسَم المجتمعُ الأوربي إلى ثلاث فئات، لكلِّ فئة منها أيديولوجية مختلفة.

والحضارةُ الإسلاميةُ هي الوحيدة التي تمتلك نظرةً شاملة في هذا التبايُن بين الطبقات الثلاث، ولكن لَم تلجأ إليها أوربا؛ لأنها تحارب الفكر الإسلامي.

إذًا؛ في الحضارة الغربية كانتْ هناك ثلاث طبقات رئيسة، أثَّرَتْ فيها:
1 - النبَلاء: وكانوا يهتمون بالتناسُل في أوْساطهم على أساس أن الأبناء فقط هم الامتداد.
2 - الكَهَنوت: وكانوا لا يعترفون بالتناسُل ولا يسعون إليه، وكلُّ اهتمامهم ينْصَبُّ في الروحانيات، فالأعمال فقط هي الامتداد.
3 - البرجوازية: وكانت العلوم فقط هي التي تُراود طموحاتهم، وكل اهتمامهم إنما هو بالخبرات والفُنُون والآداب والمِهَن؛ فهم يرون أن العلوم هي الامتداد.

وكان الصراعُ على أشُدِّه بين الطبقات الثلاث، ومن بين هذه الصراعات الفكرية تَفَتَّقَتْ أُسس الأدَب الغربي والحضارة الأوربية وارثةً نفس مفهومات الصِّراع.

أما في الحضارة الإسلامية، فالأمرُ يختلف تمامًا، فالمجتمع ينعم بالسكينة ووحدة الرؤية والهدَف والأسلوب، ولذلك فإنَّ الامتداد يَتَمَثَّل في البنود الثلاثة: (الأبناء - الأعمال - العلوم)، ويجب الاهتمام بها كلها.

والفكر الإسلامي يعتمد في ذلك على مرجعيَّة أخلاقية وعلميَّة ومنطقيَّة، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك واضحٌ: ((إذا مات ابن آدم انقطع عن الدنيا إلاَّ مِن ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدَقة جارية، وعلْم ينتفع به)).

وبالارتكاز على هذه المفاهيم، فإنَّ الأدب الذي يبدعه أناس يؤمنون بهذه المثُل العليا، لا بُد له من أُطُر ومحافل وروابط تَتَبَنَّى مثل هذه التوجُّهات وتدعمها، وتنهض بها لما فيه خير الإنسانية.

والثقافة أهمُّ من أي شيء، وأقوى من أي سلاح آخر، وقد ذكر أن (الأب مونتيني)، الذي أنشأ السوق الأوربية المشتركة قال: "كنتُ أتَمَنَّى لو أنني بدأتُ بتوحيد الثقافة في أوربا"؛ وذلك لأنَّ الثقافة هي التي تحمي الحضارة منَ الداخل، أما الجيوش والتكتُّلات المتنوعة فإنها تحمي الحضارة من الأخطار التي تأتيها من الخارج فقط.

ولأنَّ الأدب هو النبعُ الرئيس في أية ثقافة، فإنَّ الدعوة إلى الأدب الإسلامي معناه النظر في المستجدات الفكرية - وما أكثرها! - بعيوننا نحن، وليس بعيون الآخرين، والتوغُّل في دروبها عبر قناعاتنا وتصوُّراتنا، وليس مِن خلال الآخر الذي لا يقيم لنا وزنًا في عُرْفه، ولا لديننا مكانةً في ثقافته، وهذا يُفَسِّر التساؤل الذي عنْوَنْتُ به هذا البحث.

وبناءً على استقرار الأوضاع العالمية، أرى أهمية قُصْوى لنَشْر الأدب الإسلامي، والنهوض به، وبثّه على أوسع نطاق وبكلِّ اللغات، نواجه به المنكرين وثقافتهم وحضارتهم وأذيالهم، والمنبهرين بهم والخائفين منهم، فالاستكبارُ هو بداية انهيار أيَّة حضارة، وعوامل الانهيار في مثل هذه الحالة تكون من الداخل، وليست من الخارج، وهذا بالضبط هو ما يحدُث في الحضارة الغربية الآن، وفي ذلك ضرَب الله سبحانه مثلاً بقوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيثُ لَا يشْعُرُونَ} [النحل: 26].

ولا شك أيضًا أن الحضارة الغربيَّة قد خطتْ في دروب الاستكبار خطوات عديدة منذ زمَن ليس بقصيرٍ، وهي تسير حذْو النعل بالنَّعْل على نفس الخُطَا التي كانتْ عليها حضارات بائدةٌ؛ من طغيان، وفساد في الأرض، وتتبنَّى نفس التوجُّهات القديمة، وتسوق ذات المبررات التي أعلنتْها الحضارات البائدة مِن قبلُ في وجْه الآخرين.

أما التقدُّم التقني الذي ينعم به الغربُ، فإنه يذكرنا بقوله - سبحانه وتعالى - عن حضارات سادتْ زمانًا، ثم بادتْ بسبب استكبارها: {أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 6 - 14].

وحُرُوب الإبادة التي تمارس في البلقان وفِلَسطين والشيشان، ليستْ إلا نماذج من الطغيان المنظَّم ضد الحضارة الإسلاميَّة، وهي لن تكون الأخيرة، كما لَم تكن الحروبُ الصليبيَّةُ هي الأولى؛ فالأمر سِجال؛ و{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuhajery.yoo7.com
 
أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أهمية العقيدة وتصحيحها
» أهمية علم النحو بالنسبة لسائر علوم الشريعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عائلة المهاجري :: البرامج العامة :: البرامج الدينية :: ملتقى أهل اللغة العربية :: واحة الأدب-
انتقل الى: