#_الدرس_الأول_من_كتاب_خطورة_مساواة_الحديث_الضعيف_بالموضوع_للدكتور_خليل_بن_ابراهيم_ملا_خاطر :[1]
#_مكانة_السنة_النبوية_و_احتياط_الصحابة_رضي_الله_عنهم_في_روايتها
لقد اتفقت علماء الأمة على أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع ، لأنها الوحي من الله تعالى. وهي صنو القرآن الكريم - مع بيان الفارق بين الوحيين - ولأن الله تعالى أقام رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عَلَماً لدينه
ففرض طاعته ، وحرّم معصيته ، وجعله المبلِّغ عنه ما أراد ، والمبيِّن لشرعه بما يوحيه إليه ، فأقام تعالى به الحجة على خلقه ، ولم يمتنَّ الله تعالى خلقه إلا بنعمتين من نعمه ، نعمة هدايتهم للإيمان به تعالى ، حيث قال تعالى {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات : 17] وبنعمة بعثه هذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال الله تعالى :
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164] لذا جعل الأخذ بالسنة فرع الإيمان به صلى الله عليه وسلم وطاعته ، وذلك :
-لأمره عز وجل بوجوب الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم على أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والرسول من مرسِلِه . فما أرسله تعالى إلا ليطاع ﴿وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا لِيُطاعَ بِإِذنِ اللَّهِ ﴾
- وجوب طاعته صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد جاءت الآيات الكريمة على ضربين :
١-عطف لفظ (الرسول) على لفظ (الجلالة) وهذا يعني اندراج طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تحت طاعة الله تعالى.
٢-عطف طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على طاعة الله تعالى ﴿َأَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ﴾ حيث جعل تعالى له طاعة خاصة به.
وهذا الضربان يعنيان :
وجوبَ طاعته صلى الله عليه وآله وسلم فيما سنَّ سواء جاء مطابقاً للفظ القرآن الكريم ، أو كان زائداً على مافي كتاب الله تعالى ، سواء كانت مرتبطة به -كما لو جاءت مبيِّنة أو مفصِّلة أو مقيِّدةً أو مخصِّصةً،.....لآي كتاب - أو كانت السنة زائدةً عما فيه ، مما لم يرد فيه ذكرٌ لما حوته . والله تعالى أعلم.
- جعل طاعة رسول الله صلوات الله علية وآله وسلم طاعة لله تعالى، ومبايعته صلى الله عليه وآله وسلم مبايعة لله تعالى : ﴿مَن يُطِعِ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللَّهَ﴾
- وجوب اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل اتباعه مكتَنَفاً بين المحبتين ، وأنها سبب محبة الله تعالى للمتَّبع ، وغفران ذنوبه ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾.
- وجوب النزول لحكمه صلى الله عليه وآله وسلم .
- جعل الإتيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالإتيان إلى كتاب الله تعالى.
- جعل الإستجابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حياة للمستجيب.
- جعل الله تعالى من لوازم الإيمان ؛ أن لا يذهب من كان معه صلى الله عليه وآله وسلم حتى يستأذنه ، فما بال من أراد الذهاب لاعتناق عقيدة أو فكر أو مذهب،.....ونحو ذلك ؟
- التحذير من مخالفته صلى الله عليه وآله وسلم ، وتحريم مشاققته صلى الله عليه وآله وسلم.
- تحريم معصيته صلى الله عليه وآله وسلم ، والتوعد الشديد لمن يرتكبها بالخلود في النار .
- نفي صفة الإيمان عمن لم يسلِّم له صلى الله عليه وآله وسلم في قضائه وحكمه ،...
- جعل الله تعالى من علامات النفاق ؛ الإعراض عن تحكيمه صلى الله عليه وآله وسلم .
- جعل الله عز وجل التولّي عنه صلى الله عليه وآله وسلم من صفات الكافرين.
- جعل الله تعالى أسوة حسنة ، وقدوة واجبة الإتباع.
- وأخيراً ؛ جعل الله سبحانه وتعالى سنة نبيه المصطفى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم مبيِّنة ، ومفصِّلة ، وموضِّحةً ، ومقيِّدة ، ومخصِّصة ، لمجمل الآيات القرآنية وعامِّها ومطلقها ،...... وغير ذلك .
-إضافة لما جاء في السنة النبوية من وجوب الأخذ بها.
وهكذا فعل الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم والتابعون لهم بإحسان رحمهم الله تعالى ، واتفقت كلمة الأمة بعد ذلك -على اختلاف مذاهبهم -على وجوب الأخذ بالسنة النبوية وتطبيقها ، مع تبجيلها وتعظيمها وتوقيرها ، ....إلخ .
هذا والله اعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين